ثلاثية الأبعاد


VR vvertual reality

حياة ثلاثية الأبعاد


ايها الحاضرون على مواقع التواصل الإجتماعي أهلا بكم على كوكب زحل. الرجاء من الجميع وضع القناع الثلاثي وارتداء القفزات والإستعداد للإقلاع.
مشكل حقيقي هذا الذي نمر به دون أن ندرك ابعاد ما نقوم به بشكل يومي. هواجس اللايكات والفولورز والتعليقات باتت هواجس صغيرة مقارنة بالهاجس الأدسم منه اي وهو حياة الزيف او
Vertual life which is known as vertual reality VR

الكذبة الحقيقية.
هل جربت ان تقف يومآ امام المرآة محدقا بتفاصيل خطوط وجهك؟ بعكفة خصرك بتفاصيلك تفصيلا دقيقا. هل تمعنت كم جار الزمان عليك وقلت له ربي ارجعوني؟
نعم امام المرآة واقعا بتفاصيل خائبة. حقيقة غير مزيفة. اما ان تقتنع بنفسك وشكلك فتقبل المرآة واما ان تخترق جدارها العازل فتترك أشيائك المبعثرة عالقة بداخلها.
كلما زادت الكسور زادت الإنعكاسات والشخصيات و بات تلاشيك مبعثرٌ في كل زاوية
ولكن هل تأملت بنفسك جيدا لترى شخصيتك الحقيقة، هل وقفت أمام نفسك لترى حقيقتك؟ لترى أنك مثلك مثل الآخرين وانك غير مختلف عن احد في شئ؟ هل وجدت احزانك وهواجسك وفرحك؟ هل فيها َشئ من لذة الحياة بعيدا عن جمعة العائلة؟
إن لا تبتسم طوال الوقت، وانت محني الظهر خافض الرأس، فاقد أعصابك في معظم الأحيان، لسبب انك تعيش داخل الموبيل او اللابتوت وغير راض عن ذاتك معتبرا ان حياتك ليست مثالية. كم تحاول أن تُظهر مثالية شخصيتك كل يوم؟ كم تتصارع من الداخل مع خارجك حتى تثبت للزيف انك غير مزيف؟
اصبحت لا تكفي أطفالك حتى باتوا غير هادئين و غير مطيعين، تحاول ان تتبع النظام النباتي ولكن انت تحب اكل اللحوم. تعيش ايامك كأنك الإنسان الملياردير الذي يشاركه الجميع حياته الواهمة، وانت في الحقيقة لا تستطيع ان تؤمن رغيف خبزك حتى تذهب لتأكل بالمطاعم الكبرى، ولا يمكتك ان تختار ملابسك من الماركات العالمية، وأن حذاءك الأخير الذي اقنتيته حاولت توفير ثمنه لمدة تجاوزت السنة لكي تأخذ صورة به وتنشرها لتدخل في دوامة اللايكات والكومنتي والشيرز.

اكثر الناس ليسوا واعون بخطورة ما يجري، خاصة فيما يختص بحالة البناء الذاتي، حيث يعمل العديد من البشر على خلق عالم خاص بهم، حياة افتراضية غير واقعية تتشكل من سلسلة علاقات افتراضية لا تربطهم بهم إلا لايك أو كومانت أو شير.
وفي خضم هذه الزوبعة تنشأ حالة الإنفصام الذاتي تتناسى حقيقتك وحقيقة من حولك. تهمل أولويات واقعية وتنسى أن لنفسك عليك حق، ولا تعترف ولا تقر أنك تدمر تركيبتك الشخصية. وانك تعمل جاهدا للارتقاء من الحياة العادية المعقولة إلى حياة الكذب الإلكتروني العالم الافتراضي الذي يتسم بالمثالية المزيفة.

ان تعيش في جلباب غيرك، ان تقلد غيرك ان تكون سطحيا، ان تغتر بالمظاهر الخداعة، ان تترك الناس تهرول وراءك لكي تقلدك تقليدا أعمى وتتبنى نفس نظام حياتك على حساب نفسيتها وأسرتها ومحيطها… اشياء مقززة اليس كذلك؟
بينما ان تكن حاضرا على مواقع التواصل الاجتماعي بذكاء، تنشر ما يمكن أن يفيد غيرك ويوعيه ويخدمه، ان تحافظ على شخصك واسمك ومكانتك والأهم على خصوصيتك ولا تحول حياتك لكتاب مفتوح يطلع عليه الجميع. فمن قال ان من حق الجميع الاتطلاع على امورك الخاصة؟ ومن اثبت انه بإمكانك ان تمنحهم الحق المباشر في أن ينتقدوك ويلوموك وأن يعتبروا أنفسهم أوصياء عليك؟
المتتبع لا يحتاج أن يعرف شكل غرفة نومك أو شكل مطبخك أو ما تأكل وتشرب. كما لا يحتاج أن يعرف عن علاقتك ولا مكان منزلك واين تقيم وتذهب. لا يحق لأي متتبع أن يعرف من أنت لأن ذالك لن يضيف شيئ في حياته.

كن كما ينبغي، كما يجب ان تكون كإنسان محترم. حافظ على تركيبتك النفسية، لا تضخم الأنا الذاتية في داخلك، حافظ على حقيقتك بذاتك، حاول ان تترك أثرا إيجابيا بعيدا عن السطحية والمثالية المزيفة.
لا تقع في مستنقع الهواجس الإلكترونية.
كن انت كما أنت. فجميعنا على هذه الأرض و جميعنا نعيش على سطح هذا الكويكب البائس.
كن واقعيا وكفى.

By Malak El Siblani

Journalist and Digital developer

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s