الحياة تتجاذب وتتقارب

ربما ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه ولكن حسب نواياكم ترزقون، اما نوايا الآخرين لا يدركها سوا الخالق الأعظم، وعند عتبة العظيم لا يتوه حق ولا يضيع تعب احد.

الكأس الذي تعده لغيرك، عاجلا غير آجل سيذوقك الله مذاقه حلوا كان او علقم. كما تدين تدان بالظلم او بالإنسانية، بإسعاد الآخرين او تحطيمهم، بجبر خاطر محتاج او بتنمرك وتكبرك على خلق الله. فالحصاد دائماً من ذات البذرة.
بعيداً عن الدين، انما الدين لـ الله عز وجل. من منطلق إنسانيتك التي ميزنا بها جل جلاله عن سائر خلقه ووضع في قلوبنا الرأفة والمحبة والعطف والحنية، ومن منطلق خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. تقويمك ليس فقط في شكلك انما في هيكليتك الإنسانية المبنية على الأخلاق الحسنة.
كم هناك اشخاص رائعة المنظر من الخارج بينما تجدها من أبشع الناس شكلاً بسبب قذارة أخلاقها وسواد قلبها. والعكس صحيح قد لا يكون الشخص جميل المنظر من الخارج ولكن بتهذيبه وطيبه قلبه يجذبك فتجده اجمل مخلوق على وجه الأرض. لذا لا يغرنك المظهر ابدا ولا الأشكال الخارجية، حاول ان تبحث عن طينة الأشخاص الطيبة ومعادن الناس الخلوقة التي تعكس انسانيتها اينما وجدت.

ابدأ بتحديد ما تحب عن نفسك

عن أبي الدّرداء رضي الله عنه، “البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان”.
من باب احسن التصرف ان كل صنيعة تصنعها مردودة إليك. هذا قانون الكون الذي لا ندركه الا عندما نتعرض لذات الموقف الذي قمنا به. حتى الإبتسامة في وجه الآخرين لها مفعولا ايجابيا عليك. ركز جيداً وتأمل المواقف التي مرت عليك ومررت بها. كم مرة صادفت وحصل لك امر فتذكرت اثناء حدوث الموقف احدهم؟
من منا لم يمر عليه مثل هذه المواقف؟
ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك. فكن فاصلة خير في حياة الآخرين. فالطاقة الإيجابية تتجاذب وكلما كنت ايجابيا ومتصالحا مع ذاتك الإنسانية كلما زادت دائرة الإيجابيات من حولك، ليتحول كل شيء في حياتك ايجابيا.
لا يستغرق الأمر الكثير من الوقت حتى تنعم براحة تدفعك نحو النجاح الدائم سواء في حياتك العملية او الشخصية او العاطفية.
فما الحياة الا تجاذب وتقارب.