الذكاء الاصطناعي

أحقاً مازال هناك من يؤمن اننا حتى اليوم مازلنا نعيش في زمن العولمة والانفتاح والروبوتات واننا نعيش اليوم في اعلى مراحل النمو والعلم والتطور وبتطورنا سنصل الى معضلة الكون الاعلى؟
هذا وهم وكل ما نعيشه هو مجرد وهم… الدليل الوحيد الذي لا يمكن الشك فيه بتاتًا أننا مازلنا حتى الان نحاول ايجاد طريقة لمعرفة سر الموت وحقيقة الروح التي لا يعلم سرها الا الله ومهما حاولنا لن نصل الى الحقيقة المجردة بسبب تجريدنا من ماهيتنا الإنسانية.

نحن اليوم تخطينا مرحلة الذكاء الاصطناعي وتخطينا حقبة تطور الاجيال بأشواط. لقد تمت كوننة العالم في مراحل تاريخية متقاربة، متفاوتة بعض الشيء. بداية الشوط الاول بدأ مع الحرب الباردة الى ان شارف مرحلة الجيوش الإلكترونية وخروقات السيبراي من خلال نظام التحكم في محركات شبكات التواصل الاجتماعي وادواتها.
جميع الأدوات المتاحة، جعلتنا تحت تاثير الموبايلات والكمبيوترات. كالمخدرات كانت تدفع البشرية نحو البرمجة الخاصة دون ادراك.

الحقيقة انك اليوم انت لست انت، افكارك ليست افكارك، محدود جدا، خيالك ضيق، متقوقع في ما هو متوفر أمامك. حتى حواسك مسيرة.
هم من يقرر ماذا تقرأ وماذا تسمع وحددوا لك المعلومات وطريقة ايصالها وكيفية التعامل معها الى جانب محاولة خرق العقليات التي لم تكن مستعدة لصدمات التواصل من خلال تقنيات الاتصال الحديثة.

واقعيًا نحن اليوم نعيش في النصف الثاني من حقبة “الوهميه الكلية” شبيهًا لما تعرض له خوفو وخفرع ومنقرع في تلك الحقبة الزمنية. انها حقبة الخيال العلمي العالمي الذي يجسد العالم الافتراضي.

اليوم لسنا بحاجة الى الات متحركة او روبوتات. اصبحنا جميعنا دون استثناء، مجرد آلات مسيرة يعاد تطويرنا بين فترة وأخرى.

في المستقبل القريب كل هذه الابعاد ستتعزز بشكل اكبر لتحتكر الإدراك البشري بحيث يصبح عقل الإنسان مكشوف لأدواته. بحيث سنكون في قمة السعادة عندما يتم قراءة افكارنا من خلال الموبيل.
في المستقبل البعيد سنكون مجرد حقل تجارب. بالإشارة الى اننا لسنا الفئة الاولى التي تتعرض لهذا النوع من الانتهاكات الخطيرة. قبلنا كان العالم الحيواني الذي تجرد من ماهيته الأساسية. الفرق بين الحيوان والانسان ان عالمهم حي في انيته اما عالمنا اتى خلفية ما تعرضت لها الماهيات الاخرى.
عالمنا مجرد عالم افتراضي منذ النشأة الأولى..
يتبع…

الذكاء الاصطناعي