أصنامهم تُعبَد، عبيدهم أحرار! سارقوا خبز الجياع على حب أصنامهم، صدقة! مباركة خمارات الدين من مستنقعات الدم في مقابر الأحياء ايها النائمون تحت وسادة الصلاة قوموا من باطن الأرض صلوا لاجل خلاصنا نحن الملحدون بأغنامهم كيف تُقبل صلاتنا!؟ اشفعوا لنا عند حماة الله لعل أصنامهم ترضى. اه يا جندارياتي المتمردة كيف سرقوا الله وعباده ولم تشبع بطونهم !؟ كم هيكلًا يجب ان نشيد بالذهب حتى نؤمن ؟ اين نحن من قلوب المظلومين والمساكين و الجياع؟!. كيف سنرقع قلوبنا بعدها؟! نحن المصنفون كفارًا كيف ستقبل صلاتنا؟! بعدما اخذوا مالنا والذهب اه يا نعمة الإلحاد كم علينا ان نكفر حتى نُؤمن !
و انا ايضا ترهقني كلماتي.. سأقرأ ما كتبتُ غدًا وأهز رأسي وأنعت كلماتي بالسذاجة وربما أمسح ما دونت… لكن الآن يبقى مختصر ما بقي عاجزا عن الكتابة.
حاجز الصمت يلتف حول عنقي يغوص داخل أسوار قلبي بعمق، يجذف في سبيل الخلاص، من شتات الروح و اعدام النفس، و من قعر التربة اليابسة تولد عناقيد الحصرم التي تعتصر في عيوني حيناً و على أوردتي المبتورة حيناً آخر.
مشاكسة، أعني أن كلماتي متهورة بلطف، او ربما المقصود بها انني لم اجد مفرا يردعني عن الكلام و لم اصل الى بوابة الهروب كي اتخلص من شمولية الأفكار التي أريد إيصالها، حتى و لو تنافرت، قد تكون اعتراضات على ما يعتقد البعض، إنما الحق ها هو الذي يرفع صوته ضد إختلاف القضية. لذا الثابت، خائبة الكلمات لا تولد إلا عندما يعجز القلم عن تدوين سطر واحد يوصف حالة الحزن والأسى الذي يحتل عيون الفقراء، فتبقى اللذعة المجنونة رهن المحاكمة التعسفية و الإعدامات الشاملة
المشكلة ليست بتهور الكلمة او بجرعة الاحرف المسمومة، المشكلة بالاندفاعية الكاملة التي تضمن إنهياري دفعة واحدة. قد يكون سبب المسبب الأساسي لهذا الاندفاع شفافا لكن متاهة قلم الرصاص عناية فائقة تخفف استهلاك الطاقة لساعة واحدة بعد الشكوى الى ان ينقطع النفس و ينتهي ضجيج خفقان القلب امام براءة عيون الأطفال المهمشة، التي تعيش في ملجأ عمومي، خلف اسوار المقابر يسرقون الحياة المعدومة.
امام عظمة عيون الفقراء انحني، ارقّع جلباب الامة من بريق الماس المتألق في عيون الاطفال المشردة. امة تخاطب بإسم الدين و سقيفة القوافي الانسانية، و تعبر فوق اجساد الفقراء كجسور ممتدة من رتابة القاع الانساني الى كرسي السلك الدبلوماسي. ثم يسألونك عن الجبال فقل سينسفُها ربي نسفا لذا دعك من اقاويل الأبطال التي تتحدث عن راحة بال الفقراء و أرمي قوارير القضاء و القدر على الله.
هذه الاجيال ماضية في طريقها ولن توقفها اي قوة سياسية و لن تردعها حطام الانهيارات الاقتصادية و الاحتكارات المحلية او تحد مسيرتها الضغوطات الإقليمية أو الدولية، ولن توقف مسيرتهم خطابات العمالقة الرنانة و لن يرهبهم القتل ولا الحبس ولا حتى وباء العالم. فلا وباء افظع من وباء الظلم والقهر و الجوع. فمهما انخدعوا بشعاراتهم أو هتافات الرعية، انهم يواكبون طريقهم الا متناهي حتى لو تآمرت طاغية العالم عليهم.
علينا أن نعي أن الأجيال القادمة عبارة عن فلاذ و عناقيد غضب موقوتة، إما أن نؤدي خدمة حقيقية لهذا الجيل بكل شفافية و إنسانية أو علينا ان نتنحى جانبا ونفسح المجال أمام الذين يخوضون حربهم ضد الفساد و الطغاة و الاستبداد والقمع والسلوك العدواني الى أن ينتصرون لنفسهم وانفسنا الخاضعة لأحكام هذا القانون المستبد.
فليخرس ضجيج الصمت القاتل، فلينفجر و يكسر جميع الحواجز التي تقف وراء الوجع الحقيقي بعيدا عن التكلفة لأن الثمن حتما سيكون باهظا، و سندفع ثمن تقصيرنا و سكوتنا جميعنا دون استثناء.
وثيقة مار مخايل بين الـ تيار الوطني الحر و حزب الله: هي عبارة عن وثيقة تقر بـ احقية عودة المغتربين اللبنانيين الى وطنهم لبنان، لسيما الذين فروا من لبنان الى إسرائيل عام ٢٠٠٠ اثناء التحرير. و عليه تكون احقية العودة الى الوطن الأم مشروعة لـ كل من ينتمي و يحمل اسم بلاده حيثما كان و اينما وجد. كما تتضمن الوثيقة العديد من البنود التي تخص لبنان. لكن
يبقى البند السادس الباب الاول الذي يسمح للعديد من الافرقاء تجاوز الصلاحيات للإندفاع نحو التشكيك و الإنتقاد دون مبرر. ان السطحية التي تتعلق بـ تفسير البند السادس من الوثيقة تحمل ابعاد فكرية ممنهجة سياسياً و شوائب ثقافية واضحة، يتناقلها من يعارض الخط الجامع بين التيار الوطني و الـ حزب. قرأ البعض الوثيقة على انها عبارة عن تأييد لـ عودة العملاء الى لبنان معتبرين انه لا يمكن عودة اللبناني الذي يعيش في المستعمرات الفلسطينية المحتلة بسهولة، رغم أن هناك فئة لم ترتكب أي جرم ولا يجوز معاقبتها و منعها من العودة الى وطنها… وهذا ما نصت عليه ورقة مار مخايل بشكل واضح. ان البند السادس في وثيقة مارمخايل يقول: “انطلاقاً من قناعتنا بأن وجود أي لبناني على أرضه هو أفضل من رؤيته على أرض العدو فإن حل مشكلة اللبنانيين الموجودين لدى إسرائيل تتطلّب عملاً حثيثاً من أجل عودتهم إلى وطنهم آخذين بعين الاعتبار كل الظروف السياسية والأمنية والمعيشية المحيطة بالموضوع. لذلك نوجه نداء لهم بالعودة السريعة إلى وطنهم استرشاداً بنداء سماحة السيد بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان و بالرجوع الى كلمة العماد عون في أول جلسة لمجلس النواب. وعليه ان اللبس التفسيري لما ورد في هذا البند يعكس السطحية في فهم الأمر لدى اللبنانيين من جهة ومدى العمق الاستراتيجي الذي يتخذه الحزب فيما يخص كيفية التعاطي مع هذا الملف من جهة أخرى. لا يخفى على المقاومة اللبنانية إجرام العملاء الذين مارسوا استبدادية العدو بحق ابناء وطنهم، أولائك الذين خانوا الوطن و ابنائه. و عليه فإن القوة الإعلامية و السياسية و العسكرية للحزب و حزمه المباشر تجاه موضوع التعاطي مع ملف العملاء، دفع الكثير من القوى السياسية إلى التزام الصمت أو اللعب على مواقفها او تشويه الحقيقة و تحريف البوصلة. ان حزب الله كان قد رسم العديد من الخطوط الحمر فيما يتعلق به موضوع تجاوز هذه القضية إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، لذا قطع الطريق على من يحاول في لبنان و خارجه التشكيك بموقفه حيال هذه القضية بالذات. على الرغم من سعي الأحزاب المسيحية الاخرى كالقوات والكتائب إلى محاولة التمييز بين العملاء والعائلات اللبنانية التي لم تنضو تحت اي عمل عسكري منذ فرارها في العام 2000 مع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، لا تبدو ابعاد الامور بهذه السهولة كما تم تناقلها للعلن انما كانت وسيلة لفتح مهزلة الانتقاد و الفبركات. هذا الملف، يحمل ابعاد عميقة مدروسة غير مخفية على من دحر العدو عن ارضه و لا يوجد ادنى شك حيال موقف حزب الله من موضوع العملاء الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية سواء من خلال تطوعهم في جيش العدو، أو موضوع التزاوج الذي حصل بين اللبنانيين و الاسرائيليين، هذا فضلاً عن العديد من الفارين الذين انخرطوا في “المجتمع الاسرائيلي” بشكل كلي بحيث انهم انغمسوا بالحياة الاجتماعية الاسرائلية و تعلموا في مدارسها واتقنوا اللغة العبرية، و هم اليوم يتمتعون بكامل حقوقهم الإسرائيلية و التي تؤكد على انهم مواطنين اسرائيليين غير لبنانيين و لا ينتمون الى لبنان لا من قريب و لا من بعيد، حتى ان هذه الفئة لا تطمح الى العودة الى لبنان و ان حدث و قرروا العودة فهناك العديد من الإجراءات القانونية اللازمة التي ستتخذ حيال عودتهم. لذا وجب على من يتناقل الموضوع بهشاشة التحليلات ان يكون مطلع على كامل التفاصيل التي تخص هذا البند بالذات.
You must be logged in to post a comment.