رسالتنا الأخيرة: لقد حوّلوا لبنان الى وطن تسكنه الأشباح. ترقد فيه اشباه الرجال، واشباه النساء والأطفال.
يوحدهم الجوع والفقر والتعب والخوف والإستسلام. بات عويل النساء وصراخ الأطفال سكون، سكن الخوف اعماق القلوب وسيطر الظلام على فسحات الأمل. لم تعد تخيفنا الهاوية، فنحن كلبنانيين اصبحنا نغوص في المستنقعات و المزابل التاريخية ونقول يا رب الستر. اصبحنا نسير مفعمين بالحزن نركض مثبتين دون تزحزح من مكاننا.

لبنان
لقد تكدست همومنا فوق رؤسنا حتى اثقلت اجسادنا. اما الروح فارقت الجسد منذ مدة وباتت تشهد الموت الحتمي في اليوم الواحد الف مرة. اصبحنا مهمشين في احشاء الغربان التي تكالبت على لقمة عيشنا.
تبرجنا بالثقافة العمياء، و اقمنا الموائد الخيالية و بقيت بطوننا خاوية. و رغم ما كان و رغم ما يجري، مازلنا نهتف بإسم ميلشيات الدم الذين باعوا الأرض و اغتصبوا العرض و ساروا غير مبالين.
اما رجال الدين وشيوخنا المحشية هراء ما هي الا افاعي مختبأة في اوكارها تنشر سمها في صحون الفقراء وتغذي عقول الجياع بالحقد والكراهية، تعطي دروس ابدية بالوطنية النكراء فتنشر الحقد والبغضاء بيننا بإسم الدين والطوائف.
وقبل ان ينقطع البث المباشر وتنطفىء شاشات الهواتف وتغلق منصات وسائل التواصل الاجتماعي.من هنا وفي رسالتنا الأخيرة الى كل الإنسانية في الوطن العالم العربي والغربي: فليشهد العالم اننا كنا نحارب الفساد كما نحارب الطواحين الهوائية. ان لم يطلع علينا فجر الغد فليعلم الجميع انه تم قتلنا بشكل جماعي من قبل حكامنا.
لقد تمت عملية الإبادة الجماعية بنجاح دون تمييز عنصري او طائفي،
مات الشعب اللبناني دون كهرباء، ودون مياه، ولا حتى دواء، و لا غذاء. لقد جعلوا الوطن غابة للضباع، تنهش ارواحنا و ترعب افكارنا. حطموا جميع احلامنا، وباتت اتفه احلامنا هي الهروب من سجن هذا الوطن المظلم.
لقد قُتل الله على ايدي حكامنا الظالمين، الذين آمنوا به جهراً وكفروا به بالخفاء. حكام الكراسي والمال الذين خانوا الوطن واستغلوا المواطن واعادوا البلاد والعباد الى ايام الجاهلية وربما الى العصر الذي سبق الجاهلية بأشواط.
ليعلم الجميع اننا نعيش اشنع فاجعة يمكن ان تشهدها الإنسانية في القرن الواحد والعشرين. لم يسبق لهذه الفاجعة من قبل مثيل.
سكن الخلاص كل زوايا احرف الأبجدية وانتهى الكلام. و امام عتبة الكلمات الأخيرة هناك الله. فلتكن رسالة حق بإسم الإنسانية. اننا كشعب كنا سائرين على طريق الحق ولم نرى من الحق سوى هويل الخطابات و التهديدات. قتلوا لبنان وقضوا على الاخضر واليابس ولم يبقى في هذا البلد الا حذاء الزعيم المقدس و القمامة المكدسة بالتبن والشعير امام منازل الجياع.
You must be logged in to post a comment.